الجمعة، 20 مايو 2011

عقل الرجل وعقل المرأة و مدى قدرتهما على آداء المهام

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلًّ على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله


عقل الرجل وعقل المرأة و مدى قدرتهما على آداء المهام من المعروف للجميع أن المخ له نصفان كرويان .. نصف ايمن و نصف أيسر .. و كل نصف منهما له وظائفه المميزة .. و دائما ما يكون هناك نصف مهيمن على الإنسان في طريقة تفكيره و تعامله .. و هناك اختبار بسيط لتعرف إن كان نصفك الأيسر هو المهيمن أم نصفك الأيمن .. فقط شبك أصابع يداك أمامك .. إن كان إبهامك الأيمن هو الأعلى .. فنصف المخ الأيسر هو المسيطر و إن كان إبهامك الأيسر هو الأعلى .. فنصف المخ الأيمن هو المسيطر ..




الآن ما هي صفات كل نصف ؟

النصف الأيسر



نصف المخ الايسر


مما يظهر في الصورة .. أن النصف الأيسر للمخ يتميز بـوجود مراكز المنطق و الحسابات العقلية و السببية و مراكز الكتابة و القراءة و التحدث ( اللغة ) و مراكز التحليل و التسلسل المنطقي و المباشر .. لذلك يمكننا معرفة مميزات و صفات هذا النصف من المخ .. فهو يستخدم المنطق و يهتم بالتفاصيل و تحكمه الحقائق و يتحكم في اللغة و الكلمات .. يهتم بالحاضر و الماضي .. و يجيد الحسابات الرياضية و العلمية و المنطقية و إدراكها بطريقة عملية .. لذلك فهو يتعامل بنظرية المعرفة و ليس الإيمان لأنه يقر بالحقائق و يمكنه أن يرتبها و يدرك توزيعها و يمكنه وضع الخطط .. و معرفة أسماء الأشياء .. و هو عملي و امن لا يحب المخاطرة ..


بينما النصف الأيمن



نصف المخ الايمن


مما يظهر في الصورة نجد أن النصف الأيمن يتميز بوجود مراكز التعرف على الوجوه و الأشكال و مركز التوافق أو الإيقاع و مراكز المرئيات و مراكز الإبداع و الابتكار و التفكير الغير مباشر .. لذلك فهناك مميزات و صفات مختلفة تماما لهذا النصف من الدماغ .. فهو يستخدم الأحاسيس و يهتم بالصورة العامة و الشاملة دون التفاصيل و تحكمه التخيلات و يتذكر الصور و الرموز و الأشكال .. يهتم بالحاضر و المستقبل .. و ينشط في الفلسفة و الأمور العقائدية و يتعامل بالإيمان و ليس بالمعرفة و الحقائق و يفهم المشاعر و الدوافع بغض النظر عن المنطق .. و يمكنه وضع الاحتمالات و معرفة وظائف الأشياء .. و هو طموح ميال للمخاطرة ..

هناك أهمية بالغة لهذه المعلومة تخدم فكرة الموضوع و سأوضحها بعد إضافة معلومتين صغيرتين ..
هناك جزء آخر من الدماغ لا اذكر ترجمته .. يسمى Limbic system .. و هو يتكون من عدة أجزاء و له العديد من الوظائف الحسية ..مثل المشاعر و السلوك و الذاكرة طويلة الأمد و حاسة الشم و غيرها .. كذلك يقوم بتنشيط أجزاء مختلفة من الدماغ على حسب المشاعر أو الانفعالات التي يمر بها الشخص ..




و أخيرا .. مادة تسمى Oxytocin .. تعمل كهرمون لتحفيز الغدد الثديية لإفراز اللبن و كموصل عصبي في الدماغ .. تساعد على تقليل الضغط و إثارة نوع معين من العاطفة أو الإحساس
كل ما سبق موجود في عقل كل من المرأة و الرجل .. و لكن ..
بالتشريح و الأشعة و تصوير نشاط مراكز المخ المختلفة .. إتضح أن هناك اختلافات هامة بين الرجل و المرأة في ما يمسى بعملية التفكير .. وجد أن هناك اختلافات تركيبية .. و اختلافات في المراكز التي تنشط في الدماغ عند التعرض لمؤثرات معينة .. و اختلافات نتيجة للتأثير الهرموني لكل جنس ..

أولا .. لنتحدث عن الـ Corpus callosum و هي مجموعة من الحزم العصبية التي تربط نصفي الدماغ ببعضهما البعض .. و لا ادري ترجمتها في الواقع .. لكنها تعد الوصلة بين نصفي الدماغ الأيمن و الأيسر على اختلافاهما الذي سبق و أوضحناه .. عند مقارنة هذا التركيب في الرجل و المرأة وجد أن : المرأة تمتلك كثافة عصبية أكثر من الرجل في منطقة ال Corpus callosum مما يعني أن المعلومات تنتقل أسرع بكثير بين نصفي الدماغ عند المرأة .. أي أن نصفي الدماغ مرتبطين ببعضهما بشكل اكبر من الرجل ..




أي انه عند التعرض لموقف ما يحتاج إلى تحليل أو تفكير فإن الرجل يميل إلى استخدام نصف المخ الأيسر بشكل تلقائي بينما تميل الأنثى إلى استخدام النصفين معا في عملية التفكير ..

كذلك اللغة .. الحديث و الكتابة و القراءة .. يستخدم الرجل النصف المهيمن غالبا على مراكز اللغة .. و هو الأيسر .. بينما تستخدم الأنثى النصفين معا .. و معدل الكلمات التي تستخدمها الأنثى يوميا في الحديث و تنوع الألفاظ يكاد يقترب من ضعف المعدل و التنوع بالنسبة للرجل ..

محادثات الرجال غالبا ما تكون مباشرة وهيكلية و مركزة و تدور حول موضوع محدد .. بينما محادثات الإناث تتفرع إلى الكثير من المواضيع و تدور حول التفاصيل و يمكنها أن تدور حول أكثر من موضوع في نفس الوقت ..




ثانيا .. تحدثنا عن الـ Limbic system .. و لكننا لم نتحدث عن الاختلاف بين الرجل و المرأة في هذا الجزء المهم من الدماغ .. ببساطة .. عند تعرض الإنسان إلى مؤثرات معينة .. يتم تحفيز أجزاء مختلفة من Limbic system عند كل من الرجل و المرأة .. في الرجل يتم تحفيز الجزء الأكثر بدائية .. primitive (reptilian) brain و الذي يعتبر التفكير العملي الواقعي .. بينما في المرأة يتم تحفيز الجزء الأكثر حداثة ( طبقا للتقسيم هنا) intermediate (old mammalian) brain و الذي يهتم بالمشاعر و التفكير الرمزي .. و هذه الأجزاء تقوم بدورها بتحفيز أجزاء أخرى من الدماغ لدفع عملية التفكير
اضغط على الصورة لمشاهدتها بالحجم الطبيعى مع مرعاة انها ستفتح فى نافذة جديدة

Limbic system

كثير من التجارب أجريت على هذا الجزء في عقل الإنسان .. على سبيل المثال .. عند التعرض لمؤثر كالشعور بالألم .. يتم تحفيز الأجزاء من الـ Limbic system التي تتحكم في المشاعر .. و ذلك عند الأنثى .. بينما عند الذكر يكون هناك نشاط أكثر في مراكز التحليل و التفكير المنطقي ..

هناك أيضا جزء من تركيب الـ Limbic system .. يسمى amygdala .. عند تعرض الإنسان لمؤثرات حسية مختلفة يتم تحفيز هذه المنطقة و التي تقوم بدورها بتحفيز مناطق أخرى من الدماغ .. متعلقة بالتفكير و الذاكرة .. و على الرغم من أن الـ amygdala تنشط في كل من الذكر و الأنثى إلا أنها تقوم بتحفيز مناطق مختلفة في الدماغ عند كل منهما ..

عند تحفيز عملية التذكر .. تميل الأنثى إلى استخدام النصف الأيسر من ال amygdala و الذي ينشط فيساعدها على تذكر تفاصيل الحدث عن طريق تحفيز المشاعر و الأحاسيس المصاحبة لهذه التفاصيل في الذاكرة .. بينما يعمل النصف الأيمن من ال amygdala عند الرجل ليساعده على تذكر الفكرة المركزية أو الهيكلية عن طريق تحفيز المشاعر المصاحبة لهذه الفكرة في الذاكرة ..




كذلك عند تذكر الخرائط أو الطرق أو محاولة تخيل الأجسام في الفراغ .. تميل المرأة إلى استخدام نصف المخ الأيسر في تذكر علامات الطرق أو المباني المميزة .. بينما يستخدم الرجل النصف الأيمن .. يستطيع تخيل الأشكال في الفراغ و تحريكها و يمكنه تذكر علاقة الطرق ببعضها دون الحاجة إلى علامات الطرق ..

لهذا يستطيع الرجل إصلاح الأجهزة أو التركيبات المنزلية التي تحتاج إلى مهارة تخيلية بينما تستطيع المرأة تذكر علاقة الأشياء ببعضها و أماكنها في المنزل .. و تستطيع دائما معرفة أين وضعت المفاتيح ..

كذلك ساعد تذكر التفاصيل و حاسة الشم القوية المرأة البدائية دائما في تذكر أماكن الطعام و التعرف عليه و على الأطفال .. بينما ساعدت قدرات الرجل البدائي العقلية على الصيد و تصور كيفية اقتناص الفريسة و توفير الطعام و الحماية للأسرة .. و عند الشعور بالخطر .. تميل الأنثى إلى حماية الصغار .. بينما يميل الذكر إلى البحث عن طريقة للتأمين أو الخروج من الخطر ..

عند دراسة تأثير الصور التي تعمد إلى إثارة استجابة حسية ( تحفيز للمشاعر ) .. وجد أن تسع مناطق متعلقة بالمشاعر تم تنشطيها في عقل المرأة .. بينما نشطت منطقتين فقط في عقل الرجل استجابة لنفس المؤثر ..

و يعمل مخ المرأة بشكل أكثر نشاط و اتصالا بين نصفي الدماغ عند تحفيز مشاعر الحزن أو الألم أو الغضب أكثر من الرجل ..




و أخيرا .. مادة الـ Oxytocin التي عرفت لدورها الهام في تسهيل الولادة .. حينما تفرز بكميات كبيرة عند الضغط على الرحم .. و بعد الولادة .. و عند إثارة الغدد اللبنية في عملية الإرضاع .. و لقد أوضحت الدراسات الحديث الدور الهام الذي تلعبه هذه المادة في عاطفة الأمومة أو الحضانة للأطفال .. فبجانب التأثيرات الجسدية الهرمونية .. هناك تأثيرات عصبية .. حيث يمكن لهذه المادة (( في وجود الإستروجين – هرمون الأنوثة )) .. أن تقلل الضغط و تحسن المود و تعمل على إثارة عواطف الحضانة و الأمومة .. بينما يغيب هذا التأثير عن الذكر .. بل يعمل ال (( التستوستيرون – هرمون الذكورة )) على تقليل التأثير النفسي للأوكسيتوسين ( الموجود بكمية قليلة أصلا عند الذكر ) ..

لذلك لا يوجد مجتمع واحد على الأرض يكون فيه الذكر هو الحاضن الأول للأطفال .. و لهذا أيضا ترتبط ألام بالطفل منذ لحظة الولادة و كأنها ترعاه منذ دهور بينما يتأخر الارتباط العاطفي عند الأب حتى يتعامل و يتعود على وجود الطفل ..

كذلك تم إثبات هذه العلاقة بين الأوكسيتوسين داخل الدماغ و سلوك الأمومة أو الحضانة .. عن طريق إعطاء إناث الفئران مضادات للأوكسيتوسين بعد الولادة فسجلت سلوكا شاذا تجاه الصغار .. بينما تم إعطاء جرعات عالية من المادة إلى إناث عذراى من الأغنام .. فسجلت سلوك الحضانة أو الأمومة تجاه صغار غرب عنها ..

كذلك لل Oxytocin تأثيرات أخري على الأنثى فهو يزيد من التعاطف و القدرة على فهم المشاعر و التواصل مع الآخرين .. كما انه يفرز أثناء العلاقة الزوجية .. مكونا مشاعر خاصة عند الأنثى تربطها فقط بشريكها .. monogamous pair bond




نقطة أخيرة .. هي تأثير هرمونات الأنوثة .. بالإضافة إلى علاقتها المباشرة بنشاط الأوكسيتوسين في الدماغ عند الأنثى .. فإن التقلبات الهرمونية التي تمر بها الأنثى عبر حياتها .. بدأ من البلوغ و مرورا بالتغيرات الدورية في مستوى الهرمونات و حتى سن الإياس و ما يصاحبه و يليه من تغيرات جسدية و سلوكية .. كل هذه المتغيرات التي تعصف بالأنثى في حياتها تجعلها أكثر عرضة للاكتئاب و الاضطرابات النفسية ..

وجد أن عدد النساء اللآتي يقبلن على الانتحار اكبر ثلاث مرات من عدد الرجال .. بينما عدد الرجال الذين ينتحرون فعلا اكبر ثلاث مرات من النساء .. و ذلك لأنهم يستخدمون وسائل أكثر عنفا من النساء .. و لأنهم أكثر انفصالا عن الآخرين .. بينما النساء أكثر ارتباطا .. و الانفصال يزيد من نسبة نجاح الانتحار ..

يتضح من المعلومات السابقة أن الرجال أكثر تفوقا في التحليل و التنظيم ( تفكير نظامي ) .. بينما النساء أكثر تفوقا في قراءة المشاعر و التعبير عنها ( تفكير تعاطفي ) ..

__________________مما راق لي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق