السبت، 23 أبريل 2011

الدرس الثاني والثالث في -علم المنطق -مع الاستاذ ذو الفقار

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعداءهم أجمعين

درسنا اليوم حول موضوع العلم .
في علم المنطق نريد أن نتوصل إلى معرفة أشياء مجهولة من خلال معرفتنا بأشياء معلومة لذلك وضع درس العلم وأقسامه .

نقاط الدرس :
1ـ تعريف العلم
2ـ تقسيمه إلى تصور و تصديق
3ـ تقسيم التصور والتصديق إلى ضروري ونظري

بسم الله نبدأ
أولاً : تعريف العلم : هو انطباع صورة الشيء في الذهن
شرح :
لو سألك شخص : هل تعرف القطار ؟ قلت لا . فأخذ بيدك إلى محطة القطار وقال لك هذا هو القطار .
الآن ماذا حصل ؟ الذي حصل هو أن صورة القطار صارت مطبوعة (منقوشة) في ذهنك بحيث لو سألك أي شخص مرة أخرى هل تعرف القطار ستقول نعم أعرفه (أي أعلمه) ولو سألك شخص ما هذا مشيراً إلى القطار ستقول له قطار ولو طلب منك رسمه تستطيع ذلك أيضاً ! لماذا ؟ لأن صورته صارت مطبوعة (منقوشة) في ذهنك بعد ما رأيته من المرة الأولى فصار عندك علم بشكله.
مثال آخر :
لو سألك شخص : ما حكم شرب السوبيا؟ تقول لا أعلم . أي لا توجد في ذهني صورة لحكم شرب السوبيا ولكن حينما يقول لك شربها حرام فإنه قد انطبع في ذهنك أن شرب السوبيا حرام فلو سئلت عنها مرة أخرى لقلت حكمها حرام لأن الجواب انطبع في ذهنك (صرت عالماً به) .
الآن صار واضح تعريف العلم ؟
إن شاء الله واضح وإذا لم يتضح راجع الأمثلة بتمعن وإن لم يتضح اسأل وسيجاب عليك بطريقة أخرى أكثر توضيحاً إن شاء الله .

ثانياً : تقسيم العلم :
ينقسم العلم إلى قسمين هما : 1ـ التصور 2ـ تصديق
1ـ التصور وهو إدراك الشيء .
2ـ التصديق وهو الاعتقاد بالشيء .
نشرح التصور والتصديق بهذا المثال :
لو قيل لك الجو ممطر (صبت المطر) هل يوجد في ذهنك معنى الجو ممطر ؟ نعم يوجد .
فهذا الوجود الذهني يسمى تصور لأنك مدرك لمعنى العبارة التي قيلت (الجو ممطر) ولكنك لم تحكم على هذه العبارة الموجودة في ذهنك هل هي صحيحة أم خاطئة (أي هل فعلا الجو ممطر أم لا) وهذا هو التصور .
أما لو حكمت على أن هذه العبارة الموجودة في ذهنك صحيحة أو حكمت عليها أنها خاطئة فهذا الحكم يسمى تصديق حيث أنك اعتقدت أن عبارة (الجو ممطر) صحيحة أو اعتقدت أنها خاطئة فالتصديق يساوي الاعتقاد والحكم

تمرين : لو قيل لك معمر القذافي قتل وأنت فهمت معنى العبارة (معناها واضح في ذهنك) ولكن توقفت في تصديقها أو تكذيبها فماذا تسمي هذه الحالة ؟ تصور أم تصديق ؟

ج/ أسميها تصور لأني أدركت معنى أن القذافي قد قتل ولكن لم أحكم عليها أنها عبارة صادقة أو كاذبة .

س/ لو فتحت إحدى القنوات الفضائية الموثوق بها ورأيت بث مباشر ينقل كلمة للقذافي فحكمت على القضية (معمر القذافي قتل) أنها خاطئة فماذا تسمي هذه الحالة ؟ تصور أم تصديق ؟
ج/ تصديق لأن فيها حكم واعتقاد (أي حكمت على (اعتقدت) أن القضية كاذبة وهذا الحكم (الاعتقاد) يسمى تصديقاً)

مجال التصديق والتصور لا تقرؤوه حالياً وإنما سنرجع إليه بعد شرح درس الألفاظ

الواجب : س 1و2 من التمرينات ويرسل رسالة خاصة قبل يوم السبت صباحاً

تقسيم التصور والتصديق إلى ضروري ونظري نؤجله إلى يوم السبت إن شاء الله وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
*****************

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعداءهم أجمعين

أقسام التصديق والتصور
ذكرنا سابقاً أن العلم ينقسم إلى تصديق وتصور
وكل منهما ينقسم إلى ضروري ونظري
وذكرنا أن التصور هو إدراك الشيء دون الحكم عليه والتصديق هو إدراك الشيء مع الحكم عليه (اعتقاد)

والآن نريد أن نبين أقسام التصور والتصديق وهي كالآتي :

1ـ التصور الضروري (البديهي) : هو الذي لا يحتاج في تصوره إلى تعريف . مثل تصور معنى الوجود والعدم والشيء مجرد أن يقال لك موجود أو معدوم فإنك ستتصور ذلك ولا تسأل ما هو الموجود أو ما هو المعدوم

2ـ التصور النظري : هو الذي يحتاج في تصوره إلى تعريف . مثل تصور القمر الصناعي فلو قلت لشخص : تم إطلاق قمر صناعي وهو لم يسمع به من قبل فإنه سيسألك : ما هو القمر الصناعي فيحتاج إلى أن تعرفه له حتى يتصوره .
أمثلة أخرى : تصور الشمس والقمر والنجوم والكواكب وتصور مفهوم النبوة والإمامة والعصمة والمعجزة وتصور مفهوم الغناء والماء المطلق والماء المعتصم والتقليد والاحتياط والاجتهاد كل هذه تصورات نظرية لأنها تحتاج إلى تعريف فالطفل لأول مرة يسمع فيها بالشمس مثلاً , لا يستطيع تصورها إلا بعد تعريفها له (فلو قلت له هذه شمس فقولك هذا نوع من أنواع التعريف كما سيأتي في محله) وبقية الأمثلة نفس كلامنا على الشمس ينطبق

3ـ التصديق الضروري (البديهي) : هو الذي لا يحتاج في الحكم عليه إلى دليل (برهان) . وإنما يمكن الحكم بدون إقامة الدليل . مثل تصديقنا بأن 1+1=2 فنحن حكمنا على هذه العملية (1+1) أنها تساوي 2 وهذا الحكم لم يحتج (يحتاج) إلى برهان (دليل) فبمجرد تصورنا لمعنى 1 ولمعنى الجمع سنؤمن ونعتقد أن الناتج هو الرقم 2 .
أمثلة أخرى : التصديق بوجود زيد أمامي والتصديق بوجودي ووجود الألم في جسمي والتصديق أن النقيضان لا يجتمعان (الموجود والمعدوم مثلاً فإنهما لا يجتمعان في شيء واحد) فلكها لا تحتاج في الحكم عليها إلى برهان فبمجرد أن تتصور معناها تحكم عليها .

4ـ التصديق النظري : هو الذي يحتاج في الحكم عليه إلى برهان .
أمثلة : التصديق بوجود الله سبحانه وتعالى فإنه يحتاج إلى برهان وكذلك التصديق بإمامة علي ابن أبي طالب عليه السلام والتصديق ببطلان إمامة غيره من أقوام السقيفة . فكل هذه تحتاج إلى برهان لكي نؤمن بها وإلا لو كانت بديهية لما صار اختلاف بين الناس فيها ولكن الاختلاف دليل على الحاجة إلى البرهان دليل على أنها نظرية .

علم المنطق يهتم بدراسة التصور والتصديق النظريين فقط وأما التصور والتصديق الضروريين فيحتاج إليهما المنطقي للتوصل إلى معرفة النظري .
فالتصور النظري علم المنطق يعلمنا كيف نتعرف عليه ونعرفه للآخرين .
والتصديق النظري علم المنطق يعلمنا كيف نثبته لأنفسنا وللآخرين .

ملاحظة : عندما نقول أن الضروري هو الذي لا يحتاج والنظري يحتاج إلى (تعريف أو برهان) نقصد في أول تعرفنا على الشيء أو حكمنا عليه . فمن البديهي أننا نحتاج إلى التعريف أو البرهان في المرة الأولى فقط ولكن بعد ذلك إذا قيل لنا ماء مطلق أو شمس أو غناء فإننا نستطيع تصورها بسرعة بدون الحاجة إلى التعريف ولكن يبقى تصورها نظري لأن التصور الأول لا يمكن إلا عن طريق التعريف ولو قيل لنا أن الله عادل والنبي معصوم واعتقدنا بها بعد أن أقيم لنا الدليل من القرآن والسنة والعقل فلا نحتاج في المرات الأخرى أن نطلب الدليل مرة ثانية على عدل الله أو عصمة النبي ولكن يبقى التصديق نظري لأنه في المعرفة الأولى احتاج إلى برهان .

فمن الممكن لبعض الناس مع الدراسة والممارسة تصبح عنده بعض الأمور بديهية ولكن تبقى في الحقيقة لعامة البشر نظرية لأن هذا الشخص الذي صارت عنده بعد الدراسة والممارسة بديهية قبل الدراسة والممارسة كانت نظرية توصل إليها من خلال التعريف إن كانت تصور أو من خلال الدليل إن كانت تصديق .

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

الواجب س 4 من التمرينات يرسل برسالة خاصة
نسألكم الدعاء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق